صلاة التسابيح
صفحة 1 من اصل 1
صلاة التسابيح
صلاة التسابيح
تعريفها:
هي أربع ركعات، تصلّى ركعتان ركعتان مثل باقي الصلوات، يقرأ المصلّي في
كلّ ركعة كما يقرأ في الصلوات العادية، الفاتحة وبعض آي الذكر الحكيم، فإن
فرغ المُصَلّي من القراءة في الركعة الأولى قال وهو قائم وقبل أن يركع: (سبحان الله والحمد لله ولا إۤله إلا الله والله أكبر....) يقولها خمس عشرة مرّة، ثم يركع فيقول (سبحان ربّي العظيم) ثلاثاً،وبعدها يقولسبحان الله والحمد لله ولا إۤله إلا الله والله أكبر....) عشر مرّات، ثمّ يرفع رأسه من الركوع إلى الاعتدال ويقولسمع الله لمن حمده) ثم يقول: (سبحان الله والحمد لله ولا إۤله إلا الله والله أكبر...) خمس عشرة مرّة ثم يسجد وبعد تسبيحه (سبحان ربّي الأعلى) يقولها عشر مرّات، ثم يعتدل من السجود فيقولها خمس عشرة، ثمّ يسجد فيقولها عشرة.
ويكون
مجموع هذه التسبيحات في الركعة الواحدة خمساً وسبعين تسبيحة، ويفعل ذلك في
كل ركعة من الركعات الأربع، ويكون مجموع التسبيحات في الأربع ركعات
ثلاثمائة تسبيحة.
وقد حثَّ الرسول على أدائها للمتفرّغ الراغب في كل
يوم لمن يطيق ذلك فإن لم يستطع ففي كل جمعة مرّة فإن لم يفعل ففي كل شهر
مرّة فإن لم يفعل ففي كل سنة مرّة فإن لم يفعل ففي العمر مرّة. فإن أدّاها
كل سنة مرّة فخير وقتٍ لها هو ليلة آخر يوم صوم من شهر رمضان، ليلة عيد
الفطر.
إذ أنّ الإنسان إن تابع على طاعة الله والاستقامة على أمره
وعلى ديمومة الجهاد لرضاء الله طيلة شهر رمضان وقام إلى صلاة التسابيح في
آخر يوم قام ونفسه واثقة من طاعتها لله وقد جدّت واجتهدت ففي هذه الصلاة (
صلاة التسابيح) يصبح المصلّي ذا وجهٍ أبيضَ
تجاه ربّه فتعرج نفسه في ملكوت الله وملكه وتسوح نفسه مع السائحين من أهل
الله فتشاهد سيّالات نورانيّةً متنزلة من الفضل الإۤلهي ويشاهد بعين
البصيرة حنان الله على مخلوقاته وعطفه وبرّه وإكرامه وإحسانه وتسييره
الخيّر الذي يحمد سبحانه دوماً عليه وكلّما تلا المؤمن الكلمات (سبحان الله والحمد لله ولا إۤله إلا الله والله أكبر...)
ازداد رقيّاً وسمواً إذ ما هذا التعبير اللفظي إلا تعبيرٌ عن سبحٍ نفسيٍّ
شهوديٍّ في عظمة الله سبحانه وتعالى تلك العظمة التي لا تتناهى، وفي ذلك
الجمال والكمال الإۤلهي الذي لا يضاهى.
فإن قال المؤمن التقي: (سبحان الله)
فهو يعبر عن سبح نفسي مقرون بشهود للتسيير الإۤلهي لسائر الكائنات في هذا
الكون، ويرى أنّ هذا الكون بجميع ما فيه من عوالم سائر كلّه بإذن هذا
الربّ العظيم، فلا نهاية والحالة هذه لجلال الله ولا حدّ ولا انتهاء، وفي
قوله (الحمد لله) إقرارٌ من نفسه المستنيرة
أنّ هذا التسيير الإۤلهي لجميع ما في الكون كلّه مبنيٌ على الرحمة والفضل
الإۤلهي لذا يحمد سبحانه وتعالى عليه، ويرى أنّه لا يصدر عن هذه الذات
الإۤلهية الرحيمة إلا كلُّ خيرٍ وإحسان وقد شملت بذلك كل ما هو كائن وما
سيكون وما قد كان.
ويقول (لا إۤله إلا الله)
وهو يشهد أنّه سبحانه هو وحده المسيّر لشؤون كافّة المخلوقات على الرغم من
أنّها تتطلّب تسييراً دقيقاً وعلماً شاملاً وقدرة لا متناهية وحكمة بالغة:
فهو سبحانه الواسع الحكيم والإۤله القدير والعزيز الرحيم، وهكذا يسمو
ويتسامى فيتلو (الله أكبر ) ذاكراً اسم
الذات العليّة الأعظم الجامع للأسماء الحسنى كلّها، فمهما شهد من فضله
ففضله أكبر ومهما شهد من إنعامه وكرمه ففضله وإنعامه أعظم ومهما رأى من
تسييره الخير للكائنات فالله أكبر وأكبر لا حدّ له ولا انتهاء.
هذه
بعضٌ من المعاني والأذواق التي تتذوّقها نفس هذا المؤمن خلال سياحتها
وسبحها النفسي الشهودي في صلاة التسابيح والتي يشير إليها كلمة التسابيح
لفظاً.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى